أرْسى الخطاب الملكي السامي، بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية في أكتوبر 2023، الأسس المرجعية للورش الملكي المتعلق بالدعم الاجتماعي المباشر،  باعتباره مشروعًا مجتمعيًا رائدًا يقوم على مبادئ الحكامة الجيدة، والشفافية، والنجاعة.

وبفضل التوجيهات الملكية الرشيدة، أضحى المغرب في طليعة الدول الإفريقية والإقليمية التي أسست لنظام متكامل وناجع للدعم الاجتماعي المباشر، مسترشدا بإرثه الثقافي القائم على قيم التعاون، و مستلهمًا في ذات الآن من الممارسات الدولية الفضلى أنجح التجارب التي تتماهى والخصوصيات المغربية. وقد استطاع المغرب بتمويل ذاتي أن يصل إلى  نسبة إنفاق تناهز 2% من الناتج الداخلي الخام، وهو ما يضع المملكة في موقع ريادي على المستوى القاري.

وفي إطار الحرص المولوي على تدبير نظام الدعم الاجتماعي من خلال مؤسسة يكون هدفها الأسمى تحويل الدعم الاجتماعي من مجرد آلية مساعدة ظرفية، إلى رافعة فعلية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي، تم إحداث الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي لتساهم في تعزيز العدالة الاجتماعية وترسيخ قيم التضامن.

ووفق هذه الرؤية الملكية، تعمل الوكالة على إرساء شبكة من التمثيليات الجهوية، بما يضمن تدبيرًا ترابيًا قريبًا من المواطنين، قائمًا على مواكبة فردية للمستفيدين عبر شبكة من المواكبين الاجتماعيين، تشرف على تتبع مسارات وضعت لهم من قبل الوكالة،  وفق هندسة تراعي تكييف التدابير المصاحبة للإعانات مع خصوصيات كل مجال ترابي. 

وفي  هذا السياق تسعى الوكالة إلى تشجيع الاندماج في سوق الشغل داخل النسيج الاقتصاديالمهيكل بما يضمن استدامة فرص العمل وتحسين ظروفه. وذلك استحضارا للتوجيهات الملكية السامية التي تضمنها خطاب العرش المؤرخ في 29 يوليوز 2018، والذي أشار فيه حفظه الله إلى أن أسمى أشكال الحماية الاجتماعية هو الذي يأتي عن طريق خلق فرص الشغل المنتج والضامن للكرامة .

ومادام أنه لا يمكن تصور  ولوج سوق الشغل إلا من خلال تكوين علمي ومهني، فإن الوكالة تسعى جاهدة إلى دعم المواظبة والنجاح الدراسي، دون إغفال  كون الإدماج  الاقتصادي والاجتماعي للمستفيدين من الدعم يمر عبر  الولوج المنصف إلى مختلف الخدمات الاجتماعية الأساسية. لذا وضعت الوكالة ضمن استراتيجيتها برامج تسعى من خلالها إلى المساهمة في تحقيق هذه الغاية.

ولا يفوتني في الختام أن أنوه الى الالتزام الصارم والتام للوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي بتفعيل الرؤية الملكية المتبصّرة لمغرب أكثر إنصافًا وتماسكًا، وذلك عبر إرساء نموذج مبتكر وفعّال للدعم الاجتماعي المباشر، بما يضمن استدامة هذا الورش الملكي الطموح ويحقق أثره العادل على المستوى الإنساني   والمجالي.

وفاء جمالي

 المديرة العامة للوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي